رحلة العبر

مناسبة الاقوال:

ضاع قعود على بوشينه وبعد التحري والنشده وصلته اخبار ان قعوده وصل الى منطقة العبر وهي تعتبر منطقة بعيدة نسبيا عن منطقتنا في ذلك الوقت مما جعل بوشينه ان يطلب من اثنين من رجال ال عمرو مرافقته الى العبر للبحث عن قعوده وقد وافقوا ال عمرو على مرافقة بوشينه لحبهم له ومكانته عندهم وكانت البلاد في ازمة من المياه وارادوا ان يتزودوا لرحلتهم بالماء و مروا على ماء ال عمرو وكان عبارة عن (حسوة) ماء غيلي يحفرونه حتى يتجمع ثم يسقون ويحملون الماء وبعد ان وردوا وحملوا ماءهم طلب ال عمرو من بوشينه زامل او مرزحه يعبرون بها الطريق فقال لهم:

قال بوشينه ندرت اليوم لا عرما وحصلنا مناهلها خمج ** مورد الرعيان تطروف الشقاه
درس الحرّج وكمن تبع عاده ماخرج ** لو مراد القلب بايبلغ مناه

رد عليه محمد بن عمر بن عمرو:

حسوكم عالسوق ما هو عالشعاب المفرعه ** يعذب الصافي عذيب
غابط الا من معه لبير وصرات العجل ** يوم يرسي هيب هيب
وعند وصولهم الى منطقة مطار امسوا عند بدو من ال عمرو وفي الصباح طلبوا من بوشينه زامل حق المسراح وقال لهم:

قال بوشينه ندرنا لا مطار *** والعوادي ما تجيب اقوالها
يعجبن عمرات صحبتهن جهار *** ما تبند عمها من خالها

والزامل وان كانت كلماته فيها نوع من المزح والمباشرة الا ان لها معنى اخر يعرفه الرجال في ذلك الوقت مما جعل هذا القول مشهور ويردده كثير من ال عمرو انفسهم

وعندما قارب النهار على الانتهاء وطالت المسافة على بوشينه سأل سعفه عن العبر قريب والا عاده بعيد واشاروا له الى جهة جبال العبر وكانت لا ترى من الغمره وبعد المسافة فقال بوشينه:

انا حسبت العبر والثكمين من عرما قريب ***** انثره خلف الغمر
عندك قروش الدين من لتجار شفها ما تصيب ***** يامحمد بن عمر
وعند وصولهم العبر حصلوا القعود وردوه الرجال الذي كان عندهم عند ماعرفوا انه لبوشينه وفي طريق العودة الى عرما قال بوشينه مخاطبا قعوده طبعا والقول له معنى اخر

وافقت سالم يوم سالم وافقك*** انته وسالم كلكم اوجاه شر
هذا قفا عرفك وعرفك ماربحك *** من حمول الملح قد ظهرك دبر
كينك براس الغاظ والا المحتوي *** ولا دناك الليل تاوي للوصر



القصة من رواية الاخ/عمار احمد خميس باوهال نقلا عن والده